إلى امّ ناصر (في عيدِنا)
أسأل والجواب يشفع ، من أيِّ جَنَّة ولأيِّ زمان يرجع ، ويبدأ هذا التقويم؟
حلمٌ بيقظة ، بحلمِ ، ساعة َ يرى الجمعُ ملاكً كما صَقلتُه ملكَات في نعيم؟
أو عند ضوءٍ غَسَقيٍّ تائهٍ تردّدَ خجلًا ، وارتبكَ وحيدا في ساعته الأولى
وقت لاقتْه حتما ودمعا ابتسامتُك وقرّة عَيناك فَرَحا ، وصانْته لمَستُك أبدا
وعندما ركَع هذا الزمانُ وذرفَ طوعا، يسلّم ما لديه لكِ، في لحظة ازليَّة
رشفَ كلّ ما عنده رعشاً ، من حنانٍ ومعاني وأمنيات فطريَّة ، عفويَّة
أين يكون هذا الكونُ السَمْتي في غير انامل لامسَت وغَزَلت حُلما بحلم
بدموع قُدسية ، وولجات قلبٍ ساكنٍ ترنُّ في زمانٍ مطلقٍ ، رنينُ الوجودِ بالعدم
أين يكون هذا الحبُ الفطريُّ في غير أحضانٍ صانتْ الأوّلَ والأخِر، سويّا
وبكتْ وابتسمتْ وفرحتْ وعبستْ ورقصتْ وذُبلتْ ، عند كل صغيرة وكبيرة هنيّا
أين يكون هذا الحبُ الفطري ُّ في غير أعيننٍ سهرتْ ، وقهرتْ ، نُُجُوما واجرَاما
لتنمو وتزهر براعمٌ منها ولها ، كضوءِ شمس دافئ ، دفئ كفيّها أرضا وسلاما
أين يكون هذا الحبُ الفطري ُّ في غير حرقةِ قلبٍ، صَهَرت كَوْنا بدمعةٍ ونظرة
أشعلتْ بنورها أفقا عبر أفقِ ، وأسقتْ ذاك المكان بزمان عطريّ ، قطرة قطرة
أين يكون هذا الحب ُ الأزلَيُّ في غير نَبضات قلبٍ ، طرقتْ ألُفا ابواب جناتِ
وخطّت في عُلوها ودُنيها مسارً لمَلَكٍ عزَفت صامتةً، ورَسَمت بغير الوانٍ ولوحاتِ
وأين تكون أمّ ناصر من شمسٍ غيُورة، جثَت ترقُب نظرةً ، وتستلهمُ دفأ وقربا
علّها ترى وتسمع كونَا آخرَ صقَل قوانينَه بالدمعِ والدفئِ، بدون فصولٍ أو حِسبا
وأين تكون أمّ ناصر من جنّاتٍ وطأتْها اقدامُ كل الأمّهاتِ ، غير فنارا وأيقونةَ
أضحتْ ملاكً على أرضٍ لم تَعرف قبلها أو بعدها وَعدا ، كَسُعادٌ لنا وفينا
No comments:
Post a Comment